التصميم الجيد وحده لا يكفي
كمصممين، بينما ننشغل بالعنصر المرئي من مشروع ما، سواء كان عملا طباعيا أو رقميا، تجدنا نتجاهل أحيانا أهمية الكلمات في تحديد مدى فاعلية العمل وإمكانية تحقيقه للأهداف المرجوة منه.
فحينما نتّخذ من تصميم المواقع مثالا، نجد أنه من السهل أن نستسلم لحالة الرضا بعد إخراج تصميم جذاب من حيث البنية والألوان، لنتناسى الهدف الحقيقي من وراء الموقع محل التنفيذ. فبالنسبة لمشروع تجاري، الغاية الرئيسية هي توليد تفاعل من طرف الزائر، سواء كان ذلك من خلال شرائه لمنتج ما، إدراج عنوانه في القائمة البريدية، أو مجرد مشاركته للموقع مع أصدقائه. المرئيات الزاهية تخطف الانتباه بكل تأكيد، إلا أن عملها يتوقف عند ذلك الحد، و_الكلمات_ فقط من تملك القدرة على حث الزائر لإبداء تفاعله.
يُقال أن التصميم لغة، هذا صحيح، إلا أن هذه اللغة لا يتكلمها إلا المصممون، هذا يعني مثلا أن الاكتفاء بـ lorem ipsum ومايماثلها من النصوص المؤقتة لايكفي لتكوين فكرة كاملة عن فاعلية تصميم معين، كذلك يعني أن أسلوب الخطاب المستعمل في التصميم يجب أن يأخذ خصوصيات الجمهور في الحسبان، بأن يكون مألوفا بارزا، مختصرا مفيدا، وجديرا بالذكر محرّكا للمشاعر. هذا الأمر يتطلب جهدا مسبقا يتوازى مع الجهد المبذول في التصميم نفسه، ولا يمكن تأجيله واستعجاله في آخر مراحل التصميم.
الكلمات الجيدة إذن هي تصميم جيد، والاثنان وجهان لعملة واحدة، فبمنحهما نفس القدر من الوقت والاحترام، سيظهر ذلك على تجربة المستخدم بكل تأكيد.